يعود تاريخ الفلافل الغنية بالبروتين والأكلة الصديقة للنباتيين إلى العصر الفرعوني. أصبحت الفلافل إحدى مأكولات الشوارع التي حلت محل اللحوم في جميع أنحاء العالم، وقد تجاوزت حدود الشرق الأوسط. يتم تقديمها عادة مع السلطة ومخللات الخضروات والطحينة والصلصات الحارة. تُعد الفلافل الطبق التقليدي في مصر والشرق الأوسط، ولها مكانة لدى الأذواق على مستوى العالم كله. يمكنكم تناول الفلافل بمفردها كمقبلات أو تقديمها كمقبلات على أطباق كبيرة.
إن كلمة فلافل مشتقة من الكلمة العربية “فلافل” وهي جمع كلمة “فلفل” وتعني الفلفل. انتشرت هذه الكلمة إلى العديد من الثقافات الأخرى واستخدمت لتعني “الكرات المستديرة الصغيرة”. أما كلمة “فلافل” الكلمة العربية لهذا الطبق، فقد بدأ استخدامها باللغة الإنجليزية بعد عام 1941. في مصر تسمى الفلافل “طعمية” وتعني “الشيء الصغير اللذيذ”.
تعود النظرية المعتمدة عمومًا حول أصل الفلافل إلى ما قبل 4000 عام. والفلافل طبق أكله الأقباط، وهم المسيحيون المصريون، بدلًا من اللحم في صومهم الكبير. يستمر الصيام حوالي 6 أسابيع، وبما أنه في العصور القديمة كان ممنوعاً عليهم تناول منتجات مثل اللحوم والبيض والأسماك أثناء الصيام، أصبح من الضروري إيجاد بديل للحوم. ويمارس هذا التقليد خلال الصوم الكبير، وهو عطلة دينية لأنه جرى الاعتقاد بأن البشرية كانت نباتية في الأصل.
بعد تطوير الفلافل، أصبح من الأسهل انتشار هذا الطبق إلى مناطق أخرى لأن الإسكندرية مدينة ساحلية. وهكذا، انتشر الحمص إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ليحل محل الفول في إنتاج الفلافل. الفلافل ليست مجرد طبق تقليدي، ولكنها في نفس الوقت طعام نباتي هام. ونظراً لأنها تحتوي على نسبة عالية جداً من البروتين ومنخفضة الدهون، فغالبًا ما تكون موجودة في قائمة الحميات الغذائية.
يتناول الناس في الشرق الأوسط الفلافل في طعام الشوارع وكوجبة خفيفة، وهي جزء من وجبة الإفطار خلال شهر رمضان. وفي مصر، لا يزال الأقباط يصنعون كميات كبيرة من الفلافل خلال الأعياد الدينية. تعتبر الفلافل من الأطباق الوطنية لكل من فلسطين ومصر وإسرائيل، وأحياناً تثير الجدل بين هذه الدول. تلعب الفلافل دوراً مميزاً في المطبخ الإسرائيلي، وكثيراً ما يأكلها اليهود الشرقيون، على الرغم من أنها ليست طبقاً يهودياً بطبيعته. وذلك لأن الفلافل طعام نباتي ويطابق القوانين الغذائية اليهودية الصارمة. تُصنع الفلافل من الحمص أو الفول، وفي بعض الأحيان يتم استخدام خليط من الاثنين. في حين أن الحمص هو الأكثر شيوعاً في دول الشرق الأوسط مثل سوريا ولبنان والأردن وإسرائيل وفلسطين، إلا أنها في مصر تُصنع فقط من الفول.
